يوم الامتحان .. والخوف من الخوف
الزمان : اليوم الموعود ! .. يوم الامتحان
المكان : الديسك بتاعك فى اللجنة ..
قاعد فى أمان الله، ماسك قلمك وبتحل امتحان العربى .. مش فاكر حاجة ! .. الجزء دة ذاكرته امبارح فى النص التانى من الصفحة رقم 63 فى الملزمة، تمام .. بس كانت الاجابة ايه بقى؟ مش فاكر برده .. الوقت خِلص وانتَ لسة ماكتبتش حاجة التعبير !.. وفجأة، تصحى من النوم.
------
لو سألنا كل واحد ايه أكتر حاجة شايفها عقبة فى طريق تحقيق هدفك ؟ هنلاقي عدد لانهائى من الاجابات .. لكن كله هيتفِّق ان الموضوع فيه "خوف" من الحاجة دى. انت شايفها عقبة، شايفها صعبة، شايف ان ممكن تكون سبب فشلك أو ماتوصلش للى انت عايزه .. وبالتالى بتشكِّل مصدر قلق وخوف عندك ..
أنا مش جاية أتكلم عن مدى سوء الخوف بالمناسبة، و لا هقول ان المفروض الاحساس دة مايكونش موجود .. طبيعى طالما بنتكلم عن احساس يبقى هو حاجة مش فى ايدك .. و طبيعى برده انك تخاف حالياً من الامتحانات
الموقف الصغير اللى ذكرته فى الأول دة على شكل حلم، مش المقصود منه أقول ان النوع دة من الأحلام بيحصل لكل الطلبة مثلاً ( مع انه موجود بالفعل مع بعضكو) .. ولكن الهدف منه انى أوريكو شكل من أشكال "ترجمة الخوف"
و دة اللى هيوصلنا للنقطة الرئيسية فى الكلام .. إن المشكلة عندنا مش فى احساس الخوف نفسه، المشكلة فى الجانب الإدراكى أو فى "ترجمة" الاحساس دة
على فكرة احساس الخوف ممكن يكون عند بعض الناس سبب فى إنه يذاكر أكتر ! هوَ خايف من الامتحان بتاع الدرس الفُلانى، فدة هيخليه مايضيعش وقت و يذاكرله كويس ..
لكن عند شخص تانى .. الخوف بيكون سبب للتوتر والقلق، فمايعرفش يركِّز فى المذاكرة أو حتى يحل حاجات غلط مع انه مذاكرها بسبب توتره ! ..
ايه الفرق بين الشخصين دول ؟ هل الاختلاف بينهم هو مجرد الفروق الشخصية بين النفسيات، ولا أنا بالفعل أقدر أتحكِّم فى ترجمة خوفى ؟!
مش هنقدر ننكر أبداً وجود الفروقات الفردية بيننا وبالتبعية الفروقات النفسية .. فيه فعلاً ناس بتقلق أكتر من غيرها فى كل حاجة، و حاجة من الحاجات دى هى الامتحانات والمذاكرة ..
المشكلة كلها فى الاستسلام و التعاطى السلبى مع مشاعرك .. أنا حاسس بالقلق (اللى هو نتيجة الخوف)، يبقى دوري انى أحارب الشعور دة .. أخليه سبب فى تنظيم وقتى و جدول مذاكرتى و أنجز أكتر .. أقعد مع الناس الايجابية عشان نشجَّع بعض .. أتكلّم مع ناس اكبر منى عشان أستفيد بخبراتهم و أشوف كانوا بيواجهوا دة ازاى ..
لكن مش كل ما أروح حتة أبدا أتكلّم عن قد ايه انا قلقان و ان قلبى مش مطمّن بخصوص الامتحانات ! .. الكلام عن حاجة زى دى كتير بيكون سبب فى ترسيخها فى دماغك أكتر و أكتر .. يعنى مش بس هتسبب قلق لغيرك من كلامك، دة كمان الشعور هيثبت في اللاوعي عندك انت بشكل اعمق من الأول ! ضرر شامل فردى وجماعى .. لنفسك ولغيرك
إذا كان فيه شىء المفروض تخاف منه فالشىء دة هو "الخوف" ذات نفسه .. العدو الاكبر ليك فى الفترة دى، قادر يدمَّر كل مجهوداتك .. و فى نفس الوقت أسهل حاجة ممكن تتغلِّب عليها لو قررت دة ! .. اعمل اللى عليك عشان ماتسيبلهوش مجال فى تفكيرك، اقلب السحر على الساحر وخلّيه دافع ليك بدل ما يكون عقبة ..
ذاكِر .. خليك واثق فى مجهودك .. و الأهم، خليك واثق إن اللى ربنا كاتبه هوَ اللى هيكون، ليك مكان محدش هيقعد فيه غيرك .. ليك نصيب بتاعك لوحدك محدش هياخده إلا انتَ .. كل اللى مطلوب منك تعمله انك تاخد بالأسباب، دة واجبك الوحيد .. فخليك حريص إنك تعمله كويس .. وماتسيبش مجرد إحساس تشاؤمى يتغلِّب عليك.
يوم الامتحان .. والخوف من الخوف
Reviewed by Unknown
on
6:36 ص
Rating:
ليست هناك تعليقات:
نحن دائما ننتظر تعليقاتكم