Top Ad unit 728 × 90

قليل من الفهم - الجزء الثاني..



في المقال السابق تحدثنا عن بعض من أشكال سوء الفهم التي تقابل بعض الطلبة في التعامل مع بعض المواد، والتي للأسف تشكل حاجزًا بينهم وبين الوصول للمراد الوصول إليه من تلك المواد. وفي ذلك المقال نكمل حديثنا ذاك، ونبدأ فيه بمادة تسبب سوء التفاهم معها في تغيير مسار حياة الكثير من الطلاب، نتحدث عن "الأحياء" .. 

ذلك العلم الذي يهتم بتشريح الأموات والحفريات في العديد من الأحيان ليفهم كيفية عمل الأحياء. عند حديثنا عن المواد السابقة، كنا دائمًا ما نلقي بالجزء الأكبر من اللوم على المعلم باعتباره قد قام بتنميط المواد بشكل لا يحقق الهدف الرئيسي منها، ولكن عند الحديث عن الأحياء يجب علينا الاعتراف بأن المعلم بريء هنا من تلك التهمة المعتادة، الأمر الذي قد يدفع بالقارئ إلى استنتاج منطقى هو ببساطة أن الطالب هو المخطئ في حالتنا تلك، ولكن حتى هذا ليس هذا صحيحًا بالمرة. 
تكمن الإشكالية هنا في أنك لن تفهم الشكل الكبير إلا عند فهم مكوناته الأصغر، وهو الأمر الذي قد لا تتفهمه في الحقيقة، لأننا في واقع الأمر عند دراسة الأحياء نتحدث عن أصغر الأشكال الحية، ولكنني في الحقيقة أتحدث هنا عن الأجزاء الأصغر التي تشكل تركيب الخلية نفسها، أتحدث عن الجزيئات العضوية التي تقوم بدور وحدات بناء الخلية. واقع الأمر تسلل دراسة العلوم الأساسية يجب أن يبدأ بالفيزياء الكلاسيكية، تلك التي تتحدث عن الأجسام والسوائل والضغط والحرارة، وربما يصاحبها الكيمياء غيرالعضوية فليس ارتباط الاثنين ببعضهما وثيقًا، بعد ذلك يجب على الدارس التعرف على الفيزياء الحديثة وفيزياء الكيمياء سريعًا قبل الدخول إلى الكيمياء العضوية، تلك التي ستفتح الباب على مصراعيه للاستمتاع بالأحياء. 

من العرض السريع السابق، يتضح لنا أن الخطأ الرئيس كان خطأ ذلك العبقري الذي تولى جدولة المواد على سنين الدراسة، وهو خطأ سيتم تداركه لاحقًا -بشكلٍ جزئي- عند دخولك للجامعة في حالة هداك قدرك إلى أحد طرق الدراسات العلمية، ولكن ليس هذا هو ما يعنينا الآن، ما يعنينا هنا صديقي الطالب هو كيف ستتعامل مع الكارثة السابقة؟! حقيقة الأمر أنني نفسي لا أستطيع استيعاب كيف تجاوزت ذاك الأمر حتى الآن، ولكن إذا أردنا وضع نقاط تستطيع من خلال تحقيقها التعامل مع تلك المعضلة فسيكون التالى: يجب أن تطلق لخيالك العنان، وتحاول إيصال الخطوط الوهمية - الخفية بين المحتوى العلمي للمواد المختلفة، تحجر العقل هو آخر شيء قد ترغب بحدوثه الآن. 

ينبغى عليك أن تتوقف عن التعامل مع المواد العلمية المختلفة باعتبارها وحدات مستقلة لا علاقة لأي منها بالأخرى، وإنما عليك أن تفهم تمام الفهم أن تلك المواد ما هي إلا وحدات بناء، أو درجات سُلَّم تؤدي بك في النهاية إلى استيعاب الصورة النهاية. 
سيكون عليك تعود البحث منفردًا، واستباق المناهج والمدرسين، وستجد نفسك في تلك الحالة مدفوعًا إلى رفع شعار العلم من أجل العلم، وكالمعتاد البروفيسور "يوتيوب" هو أول من تسأله في تلك الحالة، تليه بالطبع الموسوعة الحرة "ويكيبيديا". أخيرًا أريدك أن تعلم يا صديقي أنه ربما تتجاهل جميع تلك الملاحظات وتسير في الطريق التقليدى، وتحقق أعلى الدرجات أيضًا، أنا هنا فقط أوضح طريقًا أراه أيسر في التحصيل، يصل بك في نهايته إلى مادة علمية ممتعة، تحقق من خلالها ذاك الحد الأدنى من الفهم الذى رفعناه شعارًا لذاك المقال وسابقه، فإن أردت غير ذلك فربما تكون أنت صوابًا، ونحن قد نكون مخطئين، لا غضاضة لدي في ذلك على الإطلاق، 

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلى بالله". 
والسلام.
بقلم: مهند عبدالفتاح.
قليل من الفهم - الجزء الثاني.. Reviewed by Gernata Blog on 1:37 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نحن دائما ننتظر تعليقاتكم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.