الإنعزال الأجتماعي في الثانويه العامه
رحلتنا قصيرة، نسعى ونعمل ونجتهد ويساعد بعضنا البعض، نتشارك ونتقاسم الأدوار والأعمال، وهكذا يكون النجاح.
لكن هناك بعض المهام التي عندما يأتي دورها في الإنجاز تصيبنا بعض الحيرة، أنفعلها وحدنا أم نشارك أحدًا معنا؟ حسنًا.. نحن الآن نتكلم عن الفترة الدراسية فلنجعل كلامنا أكثر دقةً وصراحة.
تكلمنا من قبل عن ماهية الثانوية وفترة الدراسة عامةً وكيفية البداية وهكذا، وفي هذا المقال سنقوم -إن شاء الله- بتسليط الضوء على تعاملاتنا -كطلاب- مع غيرنا في هذه الفترة وكيف يمكن أن يكون تأثيرها، وهل بالأصل لها تأثير أم لا؟
البعضٌ مِنّا إذا تم تحفيزه وفكَّر في أمر الدراسة وأنه يحب أن يتفوق ويعمل بِجِدٍ هذه المرّة فـيَودّ لو أنه انعزل عن الجميع وحقق ما يتمناه، بعيدًا عن أن هذا الحماس سرعان ما يتبخر، دَعْنا نتناقش هل العزلة هي الحل الأمثل دوْمًا؟ هل الإجتماعية والمشاركة سيئة لا تأتي بثمارٍ أبدًا؟ لنفترض كلا الحليْن ونرى متى يكون كلٌ منهما الأنسب.
نحن لا نعيش بمفردنا؛ يحيطينا المجتمع والأهل والأصدقاء، حتى أن هناك عابرين نختلط بهم ونتعرف عليهم -أحيانًا- ويمكن لتلك المعرفة أن تدوم طويلًا -مثلما يحدث في وسائل المواصلات أو المحاضرات وغيرهما- ولكلٍ تأثيره فينا وفي حياتِنا إيجابًا كان أو سلبًا، ونحن نقرر لأيٍ نستجيب.
أن نكون اجتماعيين ونختلط بغيْرنا ليس بالأمر السيء دائمًا؛ فكثيرٍ ما نتعلم ممن حولنا أو نتعظ مما يحدث لهم، فعلينا نحن أن ننتبه، من يتقرب منا؟ من نحب أن نشاركه معنا في مهامنا؟ واثقين أنه يحب الخيْرَ لنا ولن يبخل عليْنا بنصيحة أو مساعدة بأي شكلٍ كانت.
فوجود من نحب بجانبنا يعاوننا على السير، ونجد من يربط على أيدينا لنُكمل، سواء كانوا أصدقاءنا أو أهلنا فنجد من يشجعنا، يساعدنا وينطلق معنا للأمام، كلّما شعرنا بالفتور أو وقعنا بالمنتصف وجدنا من يدفعنا للنهوضِ مرةً أُخرى. وهكذا هم مُعَلـﳴمونا، لا يبخلون عليْنا بمعلومة، بنصيحة تنفعُنا، نعم يمكن أن يقسوا علينا أحيانًا ولكننا نعلم أن هذا ما هو إلا لنستيقظ من غفلتنا ونتحدى ما يصيبنا من عوائق.
أن تجد من الأصدقاء من يذاكر معك كلًا منكما يحب الآخر ويحب الخير والنجاح له وتحديكما لبعضكما ما هو إلا لتشجيع بعضكما البعض وليس بينكما حقدٌ ولا غلٌ ولا حسد. فهنا تتجلى فائدة علاقاتك الإجتماعية، وكُل هذا -بفضل الله- يعزز تفوقنا ويدعمنا نفسيًا فننهض ونُكمل ونسعى حتى نصل.
وإن وجدت من يعيقك ويبث الكسل والفشل فيك ولم تقوَ على الحفاظ على أهدافك ومبادئك وقِيَمك، حينها عليْك الهروب سريعًا قبل أن تتأثر وتقع، ولا تتعامل مع هذا الشخص إلا بقدر الحاجة، وهذا لا يعني أن تكون غليظًا! لا، بل عليْك باللين والنصح، ولا تبخل أبدًا بمعلومة عندك لمن يحتاجها، فهذا يجعلك نقيًا لا تملك حقدًا ولا غلًا ولا ضغينةً لأحد فإن لم يكن صديقك فأقلها أنه لن يكون عدوك، فمتى تصفُ ينشرح صدرك مما يؤثر عليك بالإيجاب.
تلخيصًا لكل هذا، الإجتماعية أو الانعزال، لكلٍ منهما فوائد، فعليك أن تستفيد من علاقاتك الإجتماعية قدر المستطاع، تتعلم من هذا وذاك ما ينفعك أثناء سيْرك، وتبعد وتنعزل إن وجدت ما يحيط بك مما يبث فيك الكسل والفشل واليأس، عليْك أن تكون لطيفًا لينًا مع الجميع، ولا تبخل بنصيحة أو معلومة أنت متأكدٌ منها، وهكذا عليْك في كل أمور حياتك، كما عليك الانتباه أنه سواء كان بجانبك أُناس تدعمك أم لا فدائمًا تذكر أن الله معك وعليك أن تتوكل عليه وتستعين به، فنحن لا نملك لأنفسنا شيئًا ولا الناس أيضًا وكل ما يفعلوه لك من مساعدة أو غيرها هو ما شاء الله؛ فهم سبب والله المُسَبّب، فلا تغفل عن هذه الحقيقة أبدًا.
" كنتُ خلفَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومًا قال يا غلامُ ، إني أعلِّمُك كلماتٍ : احفَظِ اللهَ يحفَظْك ، احفَظِ اللهَ تجِدْه تُجاهَك ، إذا سألتَ فاسألِ اللهَ ، وإذا استعنْتَ فاستعِنْ باللهِ ، واعلمْ أنَّ الأمةَ لو اجتمعتْ على أن ينفعوك بشيءٍ ، لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ لك ، وإنِ اجتمعوا على أن يضُرُّوك بشيءٍ لم يضُروك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ عليك ، ( رُفِعَتِ الأقلامُ وجَفَّتِ الصُّحُفَ ) "
الراوي:عبدالله بن عباس | المحدث:الترمذي | المصدر:سنن الترمذي | الجزء أو الصفحة:2516 | حكم المحدث:صحيح
بقلم : رحمه الأعصر
الإنعزال الأجتماعي في الثانويه العامه
Reviewed by Unknown
on
5:56 ص
Rating:
ليست هناك تعليقات:
نحن دائما ننتظر تعليقاتكم