التعلم الذاتي-self learning

دعني أطرح عليك عدة أسئلة : هل تذكر يومًا تقدمت فيه إلى وظيفة ووجدت نفسك غير مؤهل لهذة الوظيفة؟ هل تدرس أحدث الاكتشافات العلمية و النظريات و الاختراعات الحديثة المواكبة للتطور التكنولوجي في العالم؟ هل تدرس ما تحب؟

في الواقع يمكنني تخمين الإجابات فـ كثيرًا ما قد يجد الطالب نفسه غير مُغرَم بما يتعلم و يدرس أو يجد نفسه مُجبرًا على ما يتطلب منه قراءته و حفظه و أداء اختبارات فيه و لكن كيف لإنسان أن يقضي نصف حياته تقريبًا يدرس و يقرأ ما لا تطيب إليه نفسه و لا يستحسن مصاحبته؟! وهنا تبدأ المشكلة في الولوج، فعندما يتسرب الملل و التكرار إلى أي شيء مهما كان تكون هذة هي بداية النهاية و نهاية التعليم هي نهاية حتمية لأي تطور.

وطالما أن هناك مشكلة فـ دائمًا ما يكون لها حلول و من حلول هذه المشكلة هو التعلم الذاتي فالتعلم الذاتي هو محاولة من المُتعلِم أن يكتسب بعض المهارات المعينة و المطلوبة حسب ميوله ورغباته و قدراته الخاصة فهو يختار مصادر التعليم و يحدد ما يحتاجه من معلومات ثم يبدأ في اكتساب المعلومات بطريقة فردية.

التعلم الذاتي له مميزات لا يمكن إنكارها فـ أنت لن تحتاج للكثير من الأموال للإنفاق على تعليمك ولن تكون مُقيَد بمواقيت معينة لتعلم دروس مملة فكل ما تحتاج إليه هو شخص متطلع و محب للعلم و مصدر للعلم.

وبذكر مصادر التعلم الذاتي فله مصدرين أساسيين وهما:
الانترنت حيث يمكنك الحصول على ملايين الدروس في كل المجالات بكل سهولة، و الكتب و هي وسيلة قديمة لكنها ممتعة لمن يعشق القراءة، فكل ما عليك هو تصفح الانترنت أو شراء الكتب و اختيار المجال الذي تحبه وتشعر أنك ستبدع فيه و البدأ في تلقي دروسه و لا عليك من الملل أو النظام التكراري فالمصدر سيكون ممتع و سيكون هناك تفاعل بينك وبين المصدر وستتعلم كل شيء من البداية حتي إتقان ما تتعلمه وتصبح محترفًا فيه.

ولكن هل مقالنا هذا يدعو إلى التخلي عن المدارس و الجامعات و الاكتفاء بتعليم نفسك ؟ بالطبع لا، و لكن مع تنظيم بسيط لنظام وقتك و دراستك يمكنك إضافة المرح إلى تعليمك و يمكن تطوير شخصيتك فإذا كنت تذاكر دروسك 6 ساعات يوميًا خصص منهم ساعة واحده فقط لتتعلم هوايتك أو أي مهارة شخصية تحتاجها وبالتالي ستجد نفسك تتعلم ما يجب عليك تعلمه و ستتعلم أيضًا ما تحبه و ما ينمي مهاراتك الشخصية و بالتالي ستصبح شخصًا متكاملًا علميًا، و ذهنيًا، و واعٍ ثقافيًا الوعي الذي يجعلك مؤهلًا لأي شيء قد يقابلك.

وفي النهاية لا يسعني إلا أن أتركك لـ خيالك لتدرك حجم الفائدة التي ستعود عليك بالتعلم الذاتي و بالمكانة التي ستصل عليها بجمعك للعلوم الممنهجة الواجبة والعلوم الاختيارية المطورة لشخصيتك ابحث عن مواقع التعلم الذاتي علي الانترنت أو على الكتب المختصة، اقرأ، اختبر نفسك، كن شغوفًا بما تعمل تصل أعلى المنازل، وأخيرًا هناك مقولة عظيمة تقول "يا ابن آدم تعلم العلم وأحيا تنل فخر النبوة أن الله قال ليحيي خذ الكتاب بقوة".
بقلم: مصطفى الشهاوي