تحسبها نهاية العالم (الفشل)
"يجلس مقرفصًا منزويًا فى أحد أركان غرفته المُظلمة، تأتيه أفكاره البائسة من كل حدب وصوب، هدوء وسكون للعاقل والرائي لكنه -فى الحقيقة- جحيمًا ودمارًا، تهالكت عليه أفكار وافتراضات بأن الفشل سيكون رفيقه الدائم، يتذكر خيباته المُتكررة فى السنين الماضية ليصل به الحال إلى جلده لذاته بسبب كوب مياه من صديق له فى مطعم ليحدث نفسه قائلا لو كنت انتبه لتفاديت حدوث هذا وذاك و.."
هذا المشهد يرويه لي أحد أصدقائي في فترة من أصعب وأعظم فترات حياته كما باح بذلك، وأكمل حديثه قائلًا: "كنتُ بصيرًا بلا بصر وعاقلًا بلا عقل، لم أكن أدرك أن الحقيقة هي البساطة وأن كل ما علينا هو العمل الجاد"، وأنت كشاب فى مُقتبل عمرك يُمارس عليك من المجتمع أمور قد تحسبها نهاية العالم. أحدهم يرى ذلك في امتحان الأسبوع أو في نتيجة العام الدراسى!
يقول أحد علماء الأعصاب فى حديثه عن الدماغ البشري: "إن الحركة هي السبيل الوحيد لديك، والاعتقاد بأن الدماغ كل مهامه التفكير والإدراك اعتقاد خاطئ"
فاعلم أن هناك الكثير من التشويش والتضخيم الوهمي للأمور من قِبَل أصدقائك وأهلك وهذا يجعلك فى مأزق وأن درجاتك في امتحانات آخر الأسبوع لم تنل إعجابك بالمرة كما أن هناك كلام محبط لبعض النورالذي تحاول جاهدًا أن تحافظ عليه. ذلك ما يجعلك تحت أسر المزيد والمزيد من الأفكار والنتائج مثل: ماذا إن أكملت الطريق بنفس المستوى؟
ماذا إن فشلت ولم أحقق حلم أبي؟
ماذا إن لم استطع اجتياز الاختبار القادم ماذا عن صديقي هذا وذاك؟
ماذا إن لم استطع اجتياز الاختبار القادم ماذا عن صديقي هذا وذاك؟
وذلك المكتب وتلك الكتب وهذه الغرفة وتلك العزلة التي دائما لا تؤدى بنهاية جيدة وكل مرة قرارات جديدة ولا بأس بها لكن الفشل هو رفيقي وسيظل ذلك.
دعنى يا صديقى أخبرك ما قاله إحسان عبد القدوس فى روايته "ثقوب فى الثوب الأسود": إن الحرية الحقيقية هي أن ترتاح من نفسك.. من صراعاتك الداخلية وذاك التفكير الزائد فى النتائج مما يجعل الكثير من أصحاب الحروب الداخلية تلك يأخذون مسلكًا فى البحث عن الضوضاء والانشغال عن تلك التفاصيل وهذا العالم الذي يعج بالأفكار".
دعنى يا صديقى أخبرك ما قاله إحسان عبد القدوس فى روايته "ثقوب فى الثوب الأسود": إن الحرية الحقيقية هي أن ترتاح من نفسك.. من صراعاتك الداخلية وذاك التفكير الزائد فى النتائج مما يجعل الكثير من أصحاب الحروب الداخلية تلك يأخذون مسلكًا فى البحث عن الضوضاء والانشغال عن تلك التفاصيل وهذا العالم الذي يعج بالأفكار".
لا مفر من أنك تفكر لتصنع قراراتك الجيدة لكن لماذا التفكير فى النتائج بتلك الكثرة، ألا تعلم أنها ليست بأيدينا؟.
قد خلق الله لنا عقلًا وميزنا به عن باقي الكائنات، ووهبنا إياه؛ ليخدمنا.. لنعيش حياة سوية تستحق لعبد أراد اللهُ له أن يكون خليفةً في الأرض؛ لذا يجب أن تدرك مدى أهمية هذا العقل ومدى خطورته أيضًا فقد يكون عدوك الأول بينما من المنطقي والطبيعي أن يكون لك الحارس والصديق الجيد؛ لهذا لا تحمله الكثير من الطاقة ولا تقم بتحليل كل كبيرة وصغيرة، فما يجدر بك أن تفعله هو أن تترك كل هذا التفكير عنك وتركز على حلمك وهدفك فى الحياة وتدرك أن طريقك إلى النجاح لابد له من زلّات وخيبات أمل كثيرة.
فلتشغل نفسك بالأهم ولتتحرك وتبدأ بالعمل؛ لذلك قم وواجه تلك الدرجات البائسة باجتهاد جديد، وواجه ذاك الكلام المُحبط بابتسامة ثقة بأن تلك البداية ستصنع نورًا قريبًا لتأتي لي لاحقًا وتخبرني عن تلك الفترة أنها أعظم فترات حياتك كعصر الزيتون :).
بقلم: نيفين محمد
بقلم: نيفين محمد
تحسبها نهاية العالم (الفشل)
Reviewed by Unknown
on
1:24 م
Rating:
ليست هناك تعليقات:
نحن دائما ننتظر تعليقاتكم