كن سلحفاة |
هل تتذكر تلك القصة التي لطالما سمعناها، قصة الأرنب والسلحفاة، حين نام الأرنب بعد قفزات سريعة و ثقة عالية، بينما ظلت السلحفاة في العمل الطويل وبالتالي استحقت الفوز،
ربما قصت عليك القصة بغرض التحذير من الثقة الزائدة في النفس وكذلك الغرور، لكنني اليوم أقصها عليك من الناحية الأخرى، من داخل كواليس فريق السلحفاة، أتعتقد أن عملها كان سهلا؟
بالطبع تعبت وسط الطريق، هل تظن أنها كانت متحمسة طوال الوقت؟ هل تظن أنها لم تحبط قط؟ أنها ظنت منذ البداية أنه ستصل؟ بالطبع استراحت قليلا ومشت قليلا، بالطبع أحبطت أحيانا، ربما نظرت إلى أرجلها الصغيره البطيئة وإلى الطريق الطويل،
ربما تخيلت الأرنب ذا القفزات العالية وهو يتخطى نصف ذلك الطريق في قفزتين فقط بينما أخذت هي فيه ساعات مع عشرات الخطوات، لكنها لم تيأس،
ربما فكرت أن تكمل الطريق مهما كلف الأمر، ربما قالت في نفسها “سأكمل حتى ولو لم أفز المهم أن أصل” ، أتتذكر قول سيدنا موسى- عليه السلام -والذي ذكر في سورة الكهف “لا أبرح حتى أبلغ”؟
نعم كان إصرارًا مقرونًا باليقين، لن أستريح ولن أترك العمل حتى أصل، لم يتكلم في سرعات أو قدرات، المهم الوصول، ربما ظننت الآن أن المقال عن الإصرار والعزيمة، ولكنني وبعد هذا كله لن أكلمك عن عزيمة السلحفاة ومثابرتها بل عن خطواتها الصغيرة!!
كل منا يرى من حوله الأرانب، زملاءً لنا يفهمون أسرع مما نفهم، يذاكرون بأبسط الطرق وأقلها تعقيدًا ويحصدون ذات النتيجة أو أكثر،
بينما تظل أنت لساعات لتنجز ما أنجزه غيرك في أقل من ساعة، بالطبع أنت أرنب في مجال ما هم سلاحف فيه، لكن أتعلم ما المهم في الموضوع؟
أن كلاهما سيصل في النهاية إن ظل الأرنب والسلحفاة يمضيان، خطوات السلحفاة الصغيرة تؤهلها للوصول لأنها مستمرة، لأنها كثيرة متتابعة، "قليل دائم خير من كثير منقطع"، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل".
قسم مذاكرتك اقسامًا صغيرة، جزءً جزءً ،وخطوةً خطوةً تصل.
بقلم /هاجر مدحت
Reviewed by Unknown
on
12:15 م
Rating:
ليست هناك تعليقات:
نحن دائما ننتظر تعليقاتكم