قوات فض الشغف
عارف احساس لما تكون فى الصيف وبتجرى فى الشوارع طول النهار من درس للتانى تحت الشمس بأشعتها المُسلَّطة مُباشرةَ على دماغك، وتبدأ بقى تتصبب عرقاً و تدوخ و تشوف ألوان غريبة من أعراض الجفاف، والدنيا زحمة ومترَّبة و الوضع دة بيستمر لساعات .. و بعدين فى آخر اليوم ترجع البيت تاخد دُش ساقع و تمدد على الكنبة و انتَ بتشرب عصير ساقع مثلاً ؟
أهو دة نفس احساس الواحد لما بيسمع كلمة طيبة !
حرفياً تأثيرها بيكون عامل زى السحر أحياناً ..
الفكرة مش ان الكلمة بتفرَّحك فى ساعتها وخلاص .. لأ، دة انتَ كل ما تفتكرها بعد كدة يجيلك نفس الاحساس الجميل و الفرحة بتاعت أول مرة سمعتها فيها .. كشجرة طيبة أصلُها ثابت وفرعها فى السماء تُؤتي أُكلها كل حين !
والتشبيه القُرآنى دة دلالته مهمة جداً على ان "الكلمة" ليها تأثير مادى ومحسوس على الانسان ..
كلمة تدخّلك الجنة .. وكلمة تدخّلك النار ..
وهل يكب الناس على وجوههم الا حصائد ألسنتهم ؟
أكي بتسأل نفسك ايه لزمة المقدمة المملة دى وأنا بقول كدة ليه اساساً ؟
الكلام دة عشان اوريك مع ان الكلمة الطيبة دى مابتكلّفش فلوس ولا مجهود .. الا ان فيه ناس بتبخل بيها !
صدقنى مفهوم جداً ان الواحد يبخل بوقته او بفلوسه .. لكن يبخل بــ" كلمة" ؟؟ يبقى مفيش وَصف سىء هيكفيه ساعتها !
الناس اللى كُل ما تشوفك تبدأ تسرد معاناتها ان مفيش وقت وانهم مابيذاكروش حاجة، و قد ايه المناهج صعبة والامتحانات هتيجي وحشة و احنا مش هنلحق !
الناس المُحبِطة ، المُحبَطَة .. الناس المملة !
حتى الأكبر منك ! اللى كل ما تتكلم معاهم عن حِلمك فى مجال معيّن أو كلية معينة، يبدأوا وصلة الولولة و ندب حظهم التعيس وقد ايه هُمَ كمان كان عندهم أحلام جميلة زيك كدة بس الكلية طلعت وحشة و "انفد بجلدك" وكدة ..
الناس دى انتَ المفروض لا تكون معاهم ولا تكون منهم برده .. ماتسمحش لنفسك تبقى كدة حتى لمّا تخلّص دراسة خالص
عارفة انه أحياناً الصُحاب بيقولوا حاجات مُشابهة لبعض على سبيل الفضفضة من غير ما تكون نيتهم وحشة ..
لكن بالله ايه اللى ممكن تعمله الشكوى غير انكو هتوتّروا و تحبطوا بعض من غير قصد ؟ خاصةً ان الكلمة بتفرق زى ما قولنا !
مع ان كان ممكن بدل ما نقعد نشتكى و نخلى الدنيا كئيبة و مظلمة بالشكل دة .. كان ممكن نحدد مثلاً اجزاء نذاكرها كل يوم عشان ننجز والوضع يكون أحسن ! - بفرض ان هوَ معكوك فعلاً -
أسوأ شىء ممكن ترتكبه فى حق نفسك انك تسمحلها تبقى شخصية شكّاية و بتنشر الكلام السلبى فى كل مكان تروحه، بَدَل ما تحاول تلاقى حلول و تعافر ..
خلّى شعارك "فلتقل خيراً او لتصمت" ..
لو فيه أى حد من العينة دى فى صُحابك أو حتى عيلتك ومش قادر تواجهه انه مابتحبّش الاسلوب دة أو انه كدة بيأثّر سلباً عليك، فَــ مش هنقولك مثلاً اقطع علاقتك بيه .. لكن هنقول : تجنّب الكلام فى الدراسة تماماً معاهم، وكل ما الموضوع يتفتح اقفله
ربنا يحيطكم دايماً بالناس الايجابية اللى كل ما تختلطوا بيهم تفرحوا وتستفيدوا ^^
"فانه يحذيك أو تجد منه ريحاً طيبة"
قوات فض الشغف
Reviewed by Unknown
on
11:53 ص
Rating:

ليست هناك تعليقات:
نحن دائما ننتظر تعليقاتكم