تسبيح تكتب .. و كيف أصبر 1 ؟!
و كيف َ أصْبِرّ 1 ؟!
عَلْمُ العَلِيمْ وعَقْلُ الَعاقلْ اخْتَلَفَا .. مَنْ ذَا الذي مِنْهُمَا قَدْ أحْرَزَ الشَرّفَا ؟ .. فالعَلْمُ قَال : انا أحْرَزتُ غَايَتُه ..
والعَقلُ قَالَ : انَّا الرَّحْمَنُ بِي عُرِفَا .. فَأفْصَح العلمُ افِصَاحًا وقال له :
بِأيُنَا الله فِي فُرّقَانِهِ اتَّصَفَا ؟ .. فَبَانَ للعَقلِ انّ العلمَ سَيدهُ ..
فَقَبْلَ العَقْلَ رأسَ العلمِ وانصرفَا .. و كيفَ أصْبِرّ ؟
(وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا)
قالها الخضر لموسي (عليه السلام ) عندما طلب منه موسي (ع) أن يعلمه مما أتاه الله (قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا) ..
فعبر موسي عليه السلام ببلاغة شدية واصفاً العلم ألذي يتلقاه من الخضر (ع) بالرشد.. لكن هل يكفي ليصبح موسي أهلاً لأن يكون تلميذًا عند الخضر أن يتحمل مشاقة الغربة و السفر و الجوع و النَصَبْ و التواضع و الاحترام للمُعلم .. و هل تكفي معرفته الهدف من التعلم ..
فالمقام الذي يسعي إليه موسي (ع ) و العلم الذي يطلبه ليس عاديًا بل إنه مقام رفيع و مؤونته صبر تنوء به الجبال .. و مقام لا يناله إلا ذو حظ عظيم .. و لذا جاء جواب الخضر بأنه (وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا) ..
و لكن شغف موسي (ع ) بالعلمِ و توقه إلي هذا المقام حملة علي تحمل المعاناة دفع إلي أن يعاهده قائلاً :
(قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا)
ووافق العبد الصالح مشترطاً :
(قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا)
و كان الدرس الأول لموسي (ع ) 👌 أن يتروي في تحصيل العلم و آنّ له أن لا يتعجل فالأمور مرهونة بأوقاتها و المربي و المعلم أعلم بذلك …
الشاهد.. أريدك يا رفيقي كما كان موسي لا يطلب القليل و يسعي إلي المقام الرفيع ..
و تروِ يا رفيقي في تحصيل علمك و لا تتعجل (1(
اصبِر عَلى مُرِّ الجَفَـا مِن مُعَلِّمٍ فَإِن رُسُوب العِلمِ في نَفَــراتِه
ِ
ومن لم يذق مُـر العَلُّم ِ ساعةً تجرع ذُل الجهلِ طُـول حياتِهِ
ومن فـاتهُ التعلِيمُ وقت شبابهِ فكَبِّـر عليه أربعاً لِوفاتِهِ
وذاتُ الفتى والله بالعِلمِ والتُّقى إذا لم يكونا لا اعتِبارَ لِذاتِهِ
منتظرين تعليقاتكم ومشاركاتكم
و كالعادة .. غرناطة مكانكم الأول :)
تسبيح تكتب .. و كيف أصبر 1 ؟!
Reviewed by Unknown
on
12:48 م
Rating:

ليست هناك تعليقات:
نحن دائما ننتظر تعليقاتكم