Top Ad unit 728 × 90

قليل من الفهم

سوء تفاهم بين الطلبة، ومواد الثانوية العامة..
أما بعد، 
فمن واقع الخبرة -القصيرة للغاية في الواقع- وجدت أن مشاكل الطلاب بأجمعها قد تتلخص في شبه جملة من مضاف ومضاف إليه، باختصار "سوء تفاهم".

المعضلة باختصار تبدأ بتنميط تقليدي من قِبل المعلم، أو المجتمع، أو ربما الأسرة، ولا ضير من الأصدقاء كذلك، ذلك التنميط هو عبارة عن طريقة تعامل مع المنهج الدراسي بطريقة ما، وبما أن القاعدة الرئيسية للاقناع في مجتمعنا هي أن "الزن على الآذان أمر من السحر" -وبغض النظر عن استغرابي لكلمة أمر، فأنا لم أتذوق طعم السحر قبلًا ولهذا لا أستطيع التسليم بمرارته- فإن الطالب المسكين يكون هو الضحية في النهاية.

في هذا المقال نستعرض بعض الأنماط السائدة في التعامل مع المواد، ونحاول إيجاد أنماط بديلة أكثر فاعلية.
ولنبدأ بالبعبع..
طبعًا أيما ذُكر البعبع، تداعي للذاكرة الوحش الأكبر: الفيزياء، ولكن كما ذكرنا آنفًا هذا من التنميط السائد.
هناك مقولة لست أتذكر نصها الصحيح للأسف، ولا قائلها وإن كنت أتذكر أنه أحد أساتذة الفيزياء الجامعيين المعاصريين، مضمونها يقول أن الشخص الذي لا يُدرِّس الفيزياء بشكل ممتع هو شخص مجرم!
حقيقةً لم أقابل كلمة أكثر صدقًا من تلك الكلمة، الفيزياء فن لا يجوز التعامل معاه إلا باستمتاع، الفيزياء هي علم دراسة الطبيعة، والفن هو تصوير الطبيعة، ولكي ترسم تحتاج لأن تدرس، فهي بالتالي فن.

الفيزياء لا تحتاج إلا إلى إحساس عالى بالموجودات، وتركيز وقدرة على ربط الأحداث، فإن وصلت إلى تلك النقطة فإن قد وضعت يدك على مربط الفرس.

وبعيدًا عن الكلام السابق المفرط في مثاليته، هل جربت أن تعتمد على نفسك في فهم دروسك في الفيزياء إن استعصى عليك فهم شرح المعلم؟
إن لم تكن قد فعلت، فجرب .. لن تخسر، ادخل على يوتيوب وابحث، وحاول البحث بالإنجلزية أكثر من العربية، ستجد نفسك قد أرهقت قليلًا ولكن صدقني .. الناتج يستحق.

أخيرًا لن تعشق الفيزياء ما لم تخطئ، فإن كان الأمر كذلك، فاطمئن، أنت على الطريق الصحيح.

وبعدما انتهينا من البعبع، ننطلق للمحطة التالية، الفرع الذي لا فائدة له!
حسنًا، بالتأكيد استنتجت أنه الأدب.
الأدب يا عزيزي باختصار هو دراسة التاريخ الجمالي للغة، والتاريخ ما هو إلى قصص، من منا لا يحب القصص يا صديق!
القصص يا عزيزي تُحكى، فإن لم تجد من يقصها عليك فاقصصها أنت على نفسك .. بتلك البساطة!
القصص ممتدة بامتداد الحكي يا صديق، وبين جميع القصص عوامل مشتركة، إن استطعت إيجادها فقد وصلت.
وأما الخطأ الأكبر فهو أن تعتقد أن الأدب مقتصر على منهج العام الدراسي فقط، الأدب يحتاج إلى إلمام بالمناهج السابقة، فإن كان .. فهو الكائن.

أخيرًا أسقط دراستك للأدب، على باقى فروع اللغة، فإن درست اليوم أسلوب الرواية حاول إسقطاها على القصة، وإن درست القصة القصيرة فتأمل قصص المنهج، فإذا درست أحد المدارس الشعرية، فلا تنهيها إلا بعد أن تربطها بالنص الموجود في منهجك من تلك المدرسة، واربط ذاك كله بالبلاغة .. ستجد في النهاية أن الأدب أصبح المفتاج الرئيس للغة بالنسبة لك.

نكتفي بهذا القدر في هذا المقال، آمل حقًا أني قد جئت بجديد... 
والسلام..
بقلم: مهند عبدالفتاح.

قليل من الفهم Reviewed by Gernata Blog on 7:37 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نحن دائما ننتظر تعليقاتكم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.