Top Ad unit 728 × 90

ذاكر عكس الكل



هل تحكي والدتك عنك لخالتك قائلة: (ابني دا مفيش أذكى ولا أنبل منه، بس يا حبة عيني مبيمسكش كتاب ؟)هل أنت ممن يعانون قلة الحيلة في إيجاد طريقة مُثلى لمذاكرة دروسهم؟ هل أنت شخص ذو طموح وآمال؟ هل أنك من التائهين الغارقين في كوبٍ من الماء الراكد؟

إذا كنت كل هذا وذاك، فما عليك إلا أن تُكمل هذا المقال حتى آخر نقطة فيه؛ فلا تقلق يا عزيزي، فهذه الأمور طبيعية جدًا كطبيعة تساقط الثمار من فوق الأشجار، فلكي تسيطر على الطبيعة يجب عليك أولًا أن تدرسها.

يقول الكاتب الإسكتلندي الساخر، توماس كارليل:(إنسان بدون هدف كسفينة بدون دفة كلاهما سوف ينتهي به الأمر على الصخور)؛ فيجب عليك قبل أن تعزم على فعل أي شيء، أن تحدد هدفك و تكتبه على ورقة بخط كبير ثم تعلقه في غرفتك طيلة الوقت أمام عينيك، لكي ينتشلك إذا دنوت، ولكي يدفعك إذا تعطلت عزائمك.
الآن تَحدَّد هدفك وظهر، فما عليك الآن سوى المذاكرة بذكاء، لأن المذاكرة بذكاء لا تكلفك الجهد الكثير والوقت، بل تعطيك نتائج واضحة تنعكس عليك أول بأول،

إليك بعض الخطوات:

أولًا الخرائط الذهنية: ففي المذاكرة هناك خُطط ذهنية عديدة؛ في البداية عليك أن ترسم خريطة ذهنية على لوحة كبيرة للمواد بالتفصيل، وتحت كل مادة فصولها، ثم تعلق تلك اللوحة الكبيرة في غرفتك، لأنها ستلازمك طوال العام، ومن ثم ترسم لكل مادة خريطتها الذهنية الخاصة بها مفصلة تفصيلًا مملًا، وترفقها مع كتاب المادة، وإذا لزم الأمر أن ترسم خريطة لكل درس أو فصل فلا تتردد، فلكل سبب نتيجة، وبالتأكيد سوف تكون نتيجة ذلك مثمرة؛ فلكي نشرح فائدة الخرائط الذهنية في المذاكرة سنحتاج مقالاً على هذا المقال لنوضحها، فهي حل أمثل لعدم التشتت والسيطرة على زمام الأمور.

ثانيًا التسجيل الصوتي: قد يصيبك الاندهاش وأنت تقرأ مثل هذا العنوان!! لكن لا تندهش وجرب هذا الحل، فالتسجيل الصوتي حل للنسيان وفقدان المعلومات، عند مذاكرتك الأجزاء النظرية مثل التعريفات والأجزاء التي تتطلب الحفظ اكتبها كثيرًا في ورق خارجي، وبما أننا نعيش ثورة تكنولوجية، فكلٌ منا لديه تليفونه المحمول أو كما يقولون (سمارت فون)، اقرأ التعريفات بصوت جيد و واضح، و سجل ما تقوله على تليفونك الخاص، استمع إلى هذا التسجيل مراراً وتكراراً بدلاً من أن تستمع إلى الأغاني وأنت ذاهب إلى المدرسة أو الدرس، و أتحداك أن هذه الأجزاء التي تستمع إليها بصوتك سوف تسكن ذهنك وتتربع على عرشه؛ كرر هذه العملية في كل جزئية وفي كل درس ولكل مادة، في نهاية المطاف سيصبح لديك في آخر العام مخزون من التسجيلات لكل سطر في المنهج، هنيئاً لك.

ثالثاً تجميع الأسئلة والإجابات: فكما يقول المثل العربي القديم (اللي ما يعرف الصقر يشويه)، أنت فقط تحتاج أن تعرف الأسئلة، لأنك في الامتحان ستجد أسئلة، وتخيل أنك ذاكرت طوال العام بجد، و بدون أن تُطبق على ما ذاكرته و حفظته، و بدون أن تعرف صيغ وأنواع الأسئلة المتعددة، بالتأكيد ستجلس مكبلًا و مكتوفَ الأيدي على ورقة الامتحان، فكل ما عليك بعد مذاكرة كل فصل أو درس أن تجمع أكبر عدد ممكن من الأسئلة على هذه الجزئية، وتكتبها في ورقة خارجية بشكل منظم، ومن ثم تعرضها على أستاذك لكي يشاركك في الحل النموذجي لها، أكتب الحل بشكل منظم أيضاً، و ارفق ورقة الحل مع ورقة الأسئلة، وأحتفظ بهم؛ كرر هذه العملية في كل درس وكل فصل في كل مادة، سيصبح لديك مرجع قوي بخط يدك وحلول من فهمك؛ بالطبع سيكون عليك من السهل مذاكرتها والرجوع إليها في آخر العام الدراسي.

لا أريد أن أختم هذا المقال ولا أريد أن اترككم، لكن أظن أنكم تريدون ذلك؛ أختم مقالي بسطر للراحل العظيم جبران خليل جبران(سكن الليل وفي ثوب السكون تختبئ الأحلام).

فهنيئاً لكل مجتهد يوقد مصباحاً ويجلس منحنياً على كتابه، ممزقاً أحشاء الليل بنور العلم و بإرادته وعزيمته سيصل لما يتمنى.

بقلم : خالد سعيد

ذاكر عكس الكل Reviewed by Unknown on 9:37 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نحن دائما ننتظر تعليقاتكم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.