وقْفـة
منذ أن قررنا تغيير أنفسنا والبدء والعمل بـغير تسويف كان لا بد من وقفة صغيرة مع النفس لنرى هل صدقنا؟ وكيف وكم يكون تقييمنا لأنفسنا في تلك الفترة؟ هل يوجد قصور فادح أم قليل؟ كل هذا وغيره يجب أن نهتم به من آنٍ لِآخَر.
مرَّ شهر مذ أن قررنا البداية في وقتها دون تهاون ولا تسويف، فكيف كنا في ذاك الشهر؟ في بادئ الأمر كنا قد تحدثنا عن ماهية الثانوية وكيف نستغلها وكيف نستغل الوقت ونحافظ على علاقاتنا بالغير وعن الخبرات التي يمكن أن نجنيها من تلك الفترة الدراسية وغيره، هل طبقنا هذا؟
حسنًا..إن كنت طبّقت هذا فـأُحَييك بشدة على همّتِكَ وصدقك، فـاحمد الله فله الحمد وحده واستكمل سيْركَ واحذر التكبُّر أو الغرور، فما حققته فبتوفيقٍ من الله، "وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ". والذي بدأ بالفعل عليه أن يقييم نفسه على عدة أمور، مثل:
- تنظيم الوقت
- استغلال الوقت بشكل جيد
- كيف كانت علاقاتك بالغير
ولكن البعض مِنّا لم يلتحق بمن بدأ ويريد أن يعرف هل يمكن أن يلحق بمن سبق؟ هل مازال هناك وقت كافٍ؟ كيف يمكن البدء؟
مهلًا مهلًا! لا داعٍ لـلتوتر، فنعم هناك وقت وإن شاء الله ستلحق إن بدأت حقًا وتركت كسلك واستشعرت أهمية وقتك وحياتك وهدفك.
فمَن للتو سيبدأ فعليه التركيز من غير قلق ولا توتر، وسـنُلَخِّص سريعًا كيف نُطَبِّق النقاط السابقة.
- تنظيم الوقت إنما يكون بالنظر في جدولك ومعرفة مواعيد دروسك ووقت فراغك وتنظيم وقت نومك ومعرفة ما هو أكثر وقت تشعر فيه أنك قادر على تحصيل كم أكبر من المعلومات، وكـمساعدة، رأيت تنظيمًا رائعًا للوقت وهو أن تنظم يومك على حسب وقت الصلاة: فمثلًا وقت صلاة الفجر، تُصلِّي وبعد صلاتك وقوْل الأذكار تبدأ حتى صلاة الظهر ولا بأس بين كل ساعةٍ وأُخرى ببضع دقائق من راحة -ولا تُكثِر عن 15 دقيقة- وهكذا من الظهر إلى العصر ومن العصر إلى المغرب ثم إلى العشاء، فتُحدد أن بين هذا الوقت وذاك سأذاكر، وبين هذا وهذا سأذهب لميعاد درسي، وبين هذا وهذا سأنام قليلًا ثم استيقظ وأُعِد نفسي وأدواتي لأبدأ من جديد بتركيز وهكذا.
وهذا ليس قاعدة ثابتة، وإنما فقط للمساعدة ولكن أيضًا الأهم في أي جدول سـتضعه للتنظيم هو ألا تُضيع وقت الصلاة أبدًا، وألا تتهاون فيها من أجل أي شىء في هذه الدنيا، فلا يعقل أن تخاف من فوات شىء أو غضب المُدرس إن تأخرت لـتؤدي صلاتك ولا تخاف من غضب الله -وهوالخالق- إن تهاونت في أداء صلاتك! “من عظم وقار الله في قلبه أن يعصيه وقَّره الله في قلوب الخلق أن يُذِلّوه” ― ابن قيم الجوزية
- استغلال وقتك ويكون ذلك بالتركيز في مهامك التي حددت إنجازها في هذا الوقت وأن تبحث وتتعب فيكون وقتك مُستغَلّ بشكلٍ جيد على عكس القراءة سريعًا والتشتت بين أمرٍ وآخر ونحو ذلك.
- علاقتك بالغير عن طريق برّ والديك مثلًا والمعاملة الحسنة ومساعدة الجميع والحفاظ على صحبةٍ صالحة تنفعنا وتُعيننا.
وأحب أن أُذَكِّر نفسي وإياكم بالحفاظ على الصلاة والأذكار والقرآن؛ فـكل هذا له تأثير حقًا على القلب والروح والنفس، وبالتأكيد لا تنس النيِّة؛ ففعل كل ذلك ينبغي أن يكون ابتغاء مرضات الله قبل أي شيء. وعليْكَ أيضًا من وقتٍ لآخَر أن تقف وتُحاسب نفسك على ما مضى لِـتُحَسّن فيما هو آت.
ونُذَكِّر مرة أُخرى فسواءً كنت بدأت أم لا فـمازال هناك وقت لا تُضيعه، وأيضًا لا تستطيله فينتهى وأنت مكانك! وتذكر تلك المقولة لابن قيم: "من استطال الطريق ضعف مشيه"
“من الصفوة أقوامٌ مذ تيقظوا ما ناموا، ومذ سلكوا ما وقفوا، فهمهم صعود وترق، كلما عبروا مقامًا إلى مقامٍ رأوا نقص ما كانوا فيه .. فاستغفروا”
- ابن الجوزي
بقلم:رحمه الأعصر
وقْفـة
Reviewed by Unknown
on
11:22 ص
Rating:
ليست هناك تعليقات:
نحن دائما ننتظر تعليقاتكم