اعرف صاحبك
إذا تردد اللحن في أذنك بينما كنت تقرأ هذه الجملة، فأهلًا بك يا صديق ضمن شباب المستقبل .
أما إذا لم تفهم ما سبق، فأتوقع أنك لم تكن ذاك الطفل الذي جلس بالساعات لمشاهدة الرسوم المتحركة على قناة سبيستون، لا يهم فلتتجاهل هذه المقدمة سنبدأ الآن.
إنه صديقي، هل يكون هذا جوابك عندما تُسأل عن أحد الأشخاص الذين تقابلهم وتكلمهم بشكل متكرر؟
إذا كان الجواب نعم، فهذا المقال لك بالتأكيد.
أفترض أننا- نحن البشر- نشعر بالأمان والراحة أكثر حين يكون لنا رفيق يمضي معنا في ذات الطريق، يؤنس وحدتنا حتى أننا يمكن أن نغض الطرف عن ظلمة الطريق ومعوقاته في غمرة حديثنا معًا، وباعتبار أنك في مرحلة هامة من حياتك، تقطع فيها ذلك الطريق الغير ممهد نحو كيانك المستقبلي، فبالتأكيد ستحتاج إلى من يشاركك ذاك الطريق.
ربما يكون لديك صديق منذ الطفولة، قد مر معك بمختلف مراحل حياتك وربما يكون لديك صديق قابلته منذ عدة أسابيع في إحدى الحصص الدراسية، سواء كان صديقك هذا أو ذاك فقد حان الوقت لتعيد ترشيح واختيار أصدقائك في هذا الوقت الحرج، لأنه كما يؤنسك صديق ما خلال طريقك، فإن صديقًا آخر قد يعرقلك بقدميه في الظلام، ربما هو لا يقصد، لكن ذلك سيؤثر على مسيرتك.
لا أقول لك أن تقطع علاقتك ببعض الأصدقاء، لكنك بحاجة إلى أن ترتب مكانة بعض من تسميهم أصدقاء، فهذا صديقي المقرب، وذاك زميل.
إذن من صديقي حقًا ؟
الصديق الحق هو ذاك الذي يأخذ بيدك إن وقعت، ويقف أمامك إن رآك تضل الطريق.
ذاك كلام عام، أظنك سمعته كثيرًا، لنطبقه معًا بشكل عملي:
صديقك الحق في هذه المرحلة، شخص يعرف طريقه حق معرفة، يعرف حلمه جيدًا، ويسعى وراءه متوقد النشاط، ربما لا يملك ذات حلمك، وقد يكون طريقه مختلفًا تمامًا، لكن على كلاكما تقدير أن لكل شخص حلم وطريق، وعليكما مساعدة كل منكما الآخر في طريقه.
في بداية العام يتوقع كل منا صديقًا له نفس الحلم، نريد أن نرتب جداولنا معًا، ونتقابل يوميًا في كل الحصص، بل وقد نرتب وقت المذاكرة والمواد معًا، قد يحالفك الحظ وتنجح في ذلك على الرغم من صعوبته وندرته، لكن إذا لم تجد ذاك الصديق متكامل الأوصاف، فيكفيك صديقًا نشيطًا، يسأل عنك، يساعدك، يكلمك بصدق، ينصحك بحب، تأتمنه على أسرارك، تحكي له عن مشاكلك فيسمع منك، يجد منك الخمول فيوقظك.
أعرف أنك مثلي لك حلم يا صديق، أعلم أن لطريقك أيضًا عقبات، قد لا نتشارك ذات الطريق، قد لا تشبه عقباتنا الأخرى، لكن يدي تربت على كتفك كما هي يدك، ستصل وسأصل، سنفرح معًا في النهاية، وسنحتفل معًا، كلًا بحلمه، وكلًا بصديقه.
ربما قد لاحظت أني وصفتك ب " صديقي " منذ بداية المقال، ربما عددت ذلك تناقضًا، أقول لك أنه يجب أن تعرف جيدًا من تطلق عليه هذا اللفظ، ثم أحادثك به وأنا لا أعرفك، يا صديقي صداقتنا من نوع خاص، قد لا أعرف اسمك أو شكلك، وقد لا نتقابل يومًا، لكنني مررت بذاك الطريق قبلك، ستلحق بي قريبًا، ونعم سأحتفل معك، وأفرح لفرك، لنسميها صداقة حلم.
اعرف صاحبك
Reviewed by Unknown
on
1:41 م
Rating:
ليست هناك تعليقات:
نحن دائما ننتظر تعليقاتكم