Top Ad unit 728 × 90

وخم الشتاء



في ظل تلك الغيمات.. وماء المطر... وذلك البرد…….
في غرفة ضيقة تختار زاوية وتجلس منكمشاً مرتدياً ما تسع خزانة الملابس احتواءه، حينها ينغص عليك ضميرك؛ فهناك كتلة ليست بالهينة من المذاكرة ،وترتيب الأمور، وأغلب ما نفعله هو أن نطرد ذلك الضمير ونلقيه جانباً و نُعد كوبا من "السحلب"؛ لنستمتع بفيلم السهرة.

وعلى ذلك النحو تمر الأيام، وتشعر أنك تستمتع بالدفء، لكن فى الحقيقة أنت تكره ذلك التراكم الذي ينغص عليك هذه المتعة شبه المؤقتة ..حيث تدرك أنه ينبغى عمل الكثير بدلاً من هذا الاسترخاء ،ولكنك لا تستطيع المقاومة ..
كثير منا يصعب عليه القيام بأعماله اليومية وواجباته ..في هذه الأيام الشتوية حين يقصُر النهار ،ويُخيم الليل كأنه سرمداً ،وندخل فى سباتٍ شتويٍ نستيقظ منه على صوت عصفور فى الثامنة صباحاً ،ونفقد كثيراً من ساعات العمل التى ضاعت ليلة أمس ،و نبدأ بالندم.

إن أسوأ لحظات يمر بها المرء هي ما يفقده من وقت في لا شيء حتى وإن كان وقتها يستمتع….
فيجب أن نجد حلاً قاطعاً لهذه المشكلة ،ولن نجد أقوى من صوت العقل الذي يقتضي علينا أن نتدبر  أى سنختار
بين مجرد لحظات نستمتع بها أو أن نصبر لكى نستمتع أكثر..
في إحدى التجارب قاموا بوضع عدد من الأطفال كل على حدى فى غرفة بها بضع قطع من الحلوى،و أوضحوا أن الطفل الذي لن يأكل الحلوى وينتظر ساعتين تقريباً، سوف ينال قطعة أخرى أو قدراً من المال.
وهنا كان الصراع بين الاستمتاع الفورى ,وبين الانتظار للحصول على قطعة أخرى….

وكانت النتيجة أن طفلاً واحداً نجح فى ذلك، وباقي الأطفال لم يتمالكوا أنفسهم بانبهار الحلوى ،وتوقع الاستمتاع بها حين أكلها فوراً..وجدوا أن الطفل الذى نجح فى ذلك لم يركز أغلب الوقت على الحلوى ،بل كان ما تنشده خلايا عقله هو المكافأة بقطعتين ..
كذلك يمثل الدفء، والكسل الشتوى قطعة حلوى مبهرة حينها كل ما تجده أمامك هو أن تنالها الآن دون التفكير فى الانتظار، والحرمان المؤقت لكي تكافئ مزيداً من الدفء في ميقاته.

ما نحتاجه هو أن نرى من منظور هذا الطفل ،في أن نجد متعتنا التي نستحق أن قمنا بالواجبات لنربح مزيداً من الحلوى
وكما هو معروفٌ 'أن كثرة الحلوى قد تُسبب أضراراً بالغةً بالأسنان، وتصيبك بعديد من الأمراض'؛ لذا فيجب خلق بعض التوازن بحيث لا نبالغ في تناول الحلوى، ولا نتوقف نهائياً.

ال"echo champer "هي نظرية التكرار ، كل ما تمليه البيئة على مسامعك من مبادئ ومعتقدات غرست فيك بالتكرار ،والاندماج مع المجتمع حتى إنك تصبح مثل الكثيرين فى الشتاء. ابحث لك عن أصدقاء نشيطين؛ فالنشاط ككتلة النار المتنقلة حينها يتكرر على مسامعك ما أنجزوه ،وكيف أنجزوه. تجد نفسك غارقاً في مصطلحاتهم بين المثابرة والعزيمة، وحتماً سيتسلل فى نفسك كثير من نشاطهم حتى تصبح مثلهم ..عليك أن تجد مناخك الجيد..
وفي الختام ..فصل الشتاء يمثل تحدياً -إما أن تربحه بإرادتك وقدرتك وتحقق مرادك ،أو تتركه يهزمك وتكون أنت الخاسر الوحيد وتندم أشد الندم ……   فمن تفضل أن تكون ؟

بقلم :
نيفين محمد .
أميرة عبد اللطيف.

على صالح.

وخم الشتاء Reviewed by Unknown on 4:50 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نحن دائما ننتظر تعليقاتكم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.